"منزل الأرواح المهجور"



في قرية صغيرة معزولة بين الجبال، كانت هناك أسطورة تحكي عن منزل قديم مهجور يقع على تلة بعيدة عن القرية. كان المنزل معروفًا باسم "منزل الأرواح"، حيث قيل إن من يدخله لا يعود أبدًا.

ذات يوم، قرر ثلاثة أصدقاء، علي وسامي ونادر، أن يثبتوا للقرية أن تلك الأساطير مجرد خرافات. في ليلة مظلمة، تسلحوا بالشجاعة واتجهوا نحو المنزل.

عند وصولهم إلى المنزل، لاحظوا أن الهواء كان باردًا بشكل غير طبيعي، وأن الأشجار المحيطة به كانت ميتة تمامًا. فتحوا الباب الذي كان يصدر صوت صرير مزعج، ودخلوا المنزل المظلم. أضاءوا مصابيحهم اليدوية وبدأوا استكشاف المكان.

كانت الجدران مغطاة بالغبار والعناكب، والأثاث متهالك ومكسور. بينما كانوا يسيرون في الممرات المظلمة، بدأوا يسمعون أصوات همسات وضحكات مخيفة. فجأة، انطفأت مصابيحهم، وغرقوا في ظلام دامس.

بدأ الأصدقاء يشعرون بوجود شيء غير مرئي يتحرك حولهم. سمعوا صوت خطوات تقترب بسرعة، ثم شعروا بلمسات باردة على أعناقهم. حاولوا الهروب، لكن الباب الذي دخلوا منه أغلق بقوة خلفهم.

أضاء ضوء خافت فجأة في نهاية الممر، فرأوا ظلًا لامرأة بشعر طويل يتدلى على وجهها. كانت ترتدي ثوبًا أبيض ممزقًا وعيناها تلمعان باللون الأحمر. بدأت تقترب منهم ببطء وهي تهمس بكلمات غير مفهومة.

حاول علي أن يصرخ، لكن صوته اختنق في حلقه. بينما بدأت المرأة تتلاشى، شعر الأصدقاء بأنفسهم يُسحبون بقوة نحو الأرض. حاولوا المقاومة، لكنهم شعروا بأنفاسهم تضيق وأجسادهم تثقل.

استيقظ القرويون في صباح اليوم التالي ليجدوا علي وسامي ونادر مستلقين أمام بوابة المنزل، فاقدين الوعي وعليهم علامات خوف ورعب لا تُنسى. لم يتحدث الأصدقاء أبدًا عن ما حدث داخل المنزل، لكنهم أصبحوا يحذرون الجميع من الاقتراب منه. ظل منزل الأرواح على حاله، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه مرة أخرى.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال